خيرت لـ "مصر الآن ":الضربات الأمريكية في سوريا رسائل أمنية تتجاوز داعش
قال الخبير الأمني اللواء عبد الحميد خيرت في تصريح لموقع " مصر الآن "أن الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة ضد مواقع لتنظيم داعش داخل الأراضي السوريةأعادت فتح ملف بالغ الحساسية يتعلق بطبيعة المشهد الأمني في سوريا ما بعد الحرب، وحدود قدرة الإدارة السورية الحالية على ضبط المجال الأمني ومنع تسلل التنظيمات المتطرفة إلى داخل مؤسسات الدولة.
وأضاف خيرت أنه ووفق لما هو متداول من تقارير ، جاءت هذه الضربات عقب عملية وُصفت بالإرهابية إستهدفت إغتيال عدد من الجنود الأمريكيين، في تطور خطير يعكس إستمرار نشاط الجماعات المتشددة، ليس فقط في الأطراف الجغرافية الهشة، بل من داخل بيئات يُفترض أنها خاضعة لسيطرة إدارية وأمنية مباشرة.
وأشار إلي أن الأخطر هو ما يتداول عن تورط عناصر محسوبة على تنظيم هيئة تحرير الشام ( التابع لأحمد الشرع ) ، أو تسلل خلايا متعاطفة معها، من داخل الهياكل المرتبطة بالإدارة السورية الحالية.
إن صحّت هذه المؤشرات، فإننا أمام مشهد لا يمكن التعامل معه بأعتباره حادثًا أمنيًا معزولًا، بل دلالة واضحة على وجود اختراق إرهابي وخلايا نائمة داخل البنية الإدارية للدولة، وهو ما يطرح تساؤلات جوهرية حول معايير إعادة تأهيل الفصائل المسلحة السابقة، ومدى قدرتها الفعلية على التحول من منطق “التنظيم العقائدي” إلى منطق “الدولة”.
وقال أن الرد الأمريكي السريع والحاسم لا يمكن فصله عن هذا السياق. فالولايات المتحدة لا تستهدف فقط مواقع داعش من باب مكافحة الإرهاب التقليدية، بل توجه في الوقت ذاته رسائل سياسية وأمنية واضحة مفادها أن أي تهاون أو ازدواجية في التعامل مع الجماعات المتطرفة، مهما تغيّرت مسمياتها أو أعادت تقديم نفسها سياسيًا، سيقابل برد مباشر.
واوضح أنه وفي هذا الإطار، تبدو هذه التطورات بمثابة تأكيد عملي للموقف المصري الحذر من أحمد الشرع والإدارة التي يقودها.
فالقاهرة، التي تتمتع بخبرة طويلة في مواجهة التنظيمات المتطرفة، لطالما تعاملت بقدر كبير من الشك مع محاولات “تبييض” جماعات ذات جذور جهادية، أو دمجها السريع في مشهد الحكم دون تفكيك حقيقي لبنيتها الفكرية والأمنية، وهو ما يحدث مع أحمد الشرع ، و تنظيم هيئة تحرير الشام .
وقال إن التجربة أثبتت أن الخطر لا يكمن فقط في التنظيمات التي ترفع السلاح علنًا، بل في تلك التي تتخفى داخل مؤسسات الدولة، وتنتظر اللحظة المناسبة لإعادة تفعيل مشروعها العنيف والإرهابي . ومن هنا، فإن الضربات الأمريكية الأخيرة، بصرف النظر عن تفاصيلها الميدانية، تعيد التأكيد على حقيقة أساسية: مكافحة الإرهاب لا تُقاس بالخطاب السياسي، بل بالقدرة الفعلية على تفكيك الشبكات المتطرفة ومنع اختراق الدولة من الداخل.
واردف أنه وفي ظل هذا المشهد المعقّد، يبقى الحذر المصري موقفًا عقلانيًا يستند إلى قراءة واقعية للتجربة، لا إلى حسابات آنية أو رهانات قصيرة المدى.فتح ملف بالغ الحساسية يتعلق بطبيعة المشهد الأمني في سوريا ما بعد الحرب، وحدود قدرة الإدارة السورية الحالية على ضبط المجال الأمني ومنع تسلل التنظيمات المتطرفة إلى داخل مؤسسات الدولة.



